على عتبة الحرف أقف….

أنا امرأة ماضية في الحياة بلا هوية …

تدركها العثرة تارة فتتيقظ وتنهض .. ويعانقها الفرح سويعات ليترك بقلبها أثراً لا يمحى ..

رباه … مناجاتي بكل صباح أحاكي فيها قلباً تاه بين ماضٍ تمنيتُ أن يعود .. ماضٍ كان أجمل أمنياتي فيه أن أعانق وسادتي لأغيب بعدها بنومة طوييييلة أستيقظ منها على هدهدة منبهي فأصحو وعصافير الأمل تحلق على هامتي وقلبي يتراقص فرحاً بينا هو يستقبل يوما جميلا بحلة جديدة وأمل فريد …

وتمضي الأيام ويغيب جمال العزوبية الأخاذ لأستقبل حياة جديدة خطت بقلم لأعرف كنه مداده .. فأرى الأيام تمضي بنا تارة للحظات عجاف باهتة من ألوان الحياة ثم لا تلبث أن تعانقها الحياة مرة أخرى فتبث فيها شيئا من جمالها …

وهكذا أمضي لا أعلم ما الذي ينتظرني ولكني أحكمت سير خطواتي بقيد الأمل بالله فكلما التطم موجي بعواصف الحياة تشبثت وتشبثت كي لا أضيع ثم لا أجد هدف مسيري التائه….

هناك الأمل يقف بطريقي وعند كل زاوية أقترب منه فهو لا يخبو كالسراب ولكنه يزداد إشراقاً ووميضاً كلما اقتربت …

هناك الأمل … تلك القوة الخفية التي أجدها تدفعني بهمة وتلثم قلبي بروح العطف والحنان لتخبرني أن لازال في الحياة متسعاً مهما ضاقت وأن السماء موطن كل يائس ضل بدربه أن يصل إلى هجرة تؤويه …

كل ذلك هو يقين استشعرته وإيمان رويته حناياي بأن الله قادر وأن الله وحده من يتولى الأمر ويدبر الشأن ويسخر الجند بكل كونه إذا أراد بأمرك أن يتغير …فلا راد لأمره وكلنا لأمره ممتثلون سامعون …

هي قصة كتبتها بمداد مختلف … ربما تطول شيئاً ما ولكنها ذكريات أبى الزمان إلا أن يدونها لأجدها بعد ذلك ذكريات تتواردني بين حين وآخر أتعلم منها درساً واستوحي منها عبر لأجد في نهاية المطاف أن الله وحده هو الأرحم وأنه مهما اقتربت منك قلوب الخلق وداوتك ألسنتهم وحنت عليك قلوبهم فكلهم عابرون وكل نفس مليئة بما فيها ليبقى الأمل هو الله وحده … الكبير بكل ما تعنيه الكلمة الحنون الذي يتلطف إليك بجمال القرب ليخبرك بحديث دافئ ان اهدئي يا نفس فما تتمنيه هو عليه هين يسير …

تعلمت هذا الدرس العميق بميلاد ابني محمد … جاء للدنيا وكأن مجيئه رسالة من السماء مفادها أن الحول القوة النافذة ليست سوى بيد الله وأن البشر مهما تعالت هاماتهم ليسوا مجرد أسبابا لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ..

جاءللحياة وفي كل يوم منذ مجيئه أتعلم درساً وأستشعر لذة القرب من الله …. فحينما أضم جسده النحيل بين يدي أرفع رأسي عاليا لأخبر واهبه أن الله على كل شيء قدير …

أجد في جمال عينيه عالماً من الأمل لا تنتهي أبعاده وكلمات من الفرح خطتها دموعه المتواصلة لتخبرني أن الصبر ولابد أن يعقبه الفرج وأن طال …

تمر اللحظات وقد غادرني السهاد وأنا أسامر دمعاته لأتلذذ بنزول الله بلغته الحانية وخطابه الدافئ الرحيم : هل من داعٍ فأستجيب له .. فلا أشعر بنفسي بعدها إلا وقد لثمت موطن سجودي باكية لله مبتهلة أن يذيقني حلاوة العافية بجسد ابني النحيل وأن يبلغني فيه حلما لطالما رسمته وتخيلته له ….

تمر الساعات تلو الساعات وأن سجينة فكري … أسبح في عالم أرى فيه ابني ماشياً يرسل ضحكاته بعيدا بعيدا وهو يرافق اخيه تطوقهم قبلات الفرح والبهجة…

أشعر أحيانا بشيء من القسوة تجاهه ولكني حينما أرى عينيه الدامعتين أعود لأحضنه وكلي قلب محزون ولكنه رغم هذا يبصر قبساً من نور في نهاية الطريق …

ذاك هو نور الإيمان الذي لا زلت أتشبث به كي لا تزل قدمي وتدركني الفاجعة بفقدان الأمل بالله…

وفي النهاية هناك ومضة …

لا تركن بذاتك إلى قلب حبيب أو توكل حاجتك إلى ضعف مخلوق يشبهك ولكن علق آمالك وكل لحظاتك بمن يملك أمورنا جميعاً …. من إذا شاءأنبت لك من جوف الصخر زهرا جميلاً …

هي إرادة الله النافذة التي لا ترد إن أراد شيئا وقضى به أن يكون ….

فقط الزم عتبة بابه فقد أوشك الباب لكثرة طرقه أن يفتح ….

بقلم ….. نوره أحمد ( أم عزام )…..

١٤٤١

Leave a comment