يا ترى ما هو القادم؟!!

  

حقاً ما تعلقت قلوب البشر بشيء من دنياها
إلا رُزقتْ ذلة وهواناً.. فلنؤصل في أنفسناحقيقة التعلقِ بالحبِ الأبدي..الحبُ الذي يسمو بذلك العالم السماوي الفاتن الذي ترتجُ بجنباته كل أصداء الرحمة واللطف..
لتستشعرَ حقيقة الحب الذي غابتْ عنه روحك ،، ولأجلِ ذلك انفضْ عن روحك كل علائقِ الحب الدنيوي وعبّد روحك الخالقها الذي ما خُلقتْ إلا لأجل أن تسمو بهذه العلاقة ..
امنحْ كونكـَ فضاء مشرقاًتبتسم بين جنباته كلُ أفواه أحلامك …
اغرسْ الكلمة الطيبةَ والبسمة الصادقة بكل فضاءاتك الحالمة واسقها بفيضِ تحنانك علها أن تفتحَ آفاقا لكلِ المنكوبينَ وأنت لا تعلم..
سهامُ اللسانِ أشدُ من سهام السنان فحذارِأن تصيبَ من قلبِ غيركـ مقتلاً وأنتَ لا تعلم..
أحاديثكـ الخفية هي رسائلك للسماءِ ونغماتكـ التي لا يفهمها سوى من كوّن روحك وأهدى بداخلكـ الحياة لتنشئ من أحداثِ أيامها قصصاً وأمنيات….
كلنا راحل ولابد،، فلنصنعَ لأنفسنا أثر يحيي ذكرنا بعد الممات…
لاتجعل من شخصكَ ظلاً ممتداً لخارطةِ غيركـ تحذو أثرهم في كل ما تراه عيناكـَ ( حذو القذة بالقذة ولو دخلو جحر ضبٍ لدخلتموه).. حتى إذا ما غابتْ شمس يومك عن هؤلاء وجدتَ نفسكَ بلا كيانٍ وروحك بلا هويةٍ ونظراتك للحياةِ بلا قالب تتشكل بأثره بما ينفعك دنيا وأخرى..
لنجعلَ من قسوة الحياةِ معول هدمٍ لكل أفكارنا المترسبةِ مما يؤثر سلباً من آثار ماضينا ولا زال أثره ممتدة تبعاته على مستقبلنا…فمحمد ولا أحد خير منه رعى الغنمَ مع قسوةِ اليتم وإذ به من تلكَ القسوة يصطفيه الله لقيادةِ خير أمةٍ أخرجتْ للناس…كل ما في الأمر أن نشكل من تلك القسوةَ حلاوةً تستعذبها أرواحنا الذابلة لبلوغ أهدافنا المدفونة بين طياتِ القدر…
ومضة….
غرباء أتينا لدنيانا بلا موعد ،، ولا بد أن نرحل كما جئنا..فلنجعل لأنفسنا خبيئة لا يتحدثْ عنها لسان ولا يدركها ملكٌ بسلطان ولا يترجمها بيان ،من ذكرٍ لله وصلاة وتسبيح وصدقة وقرآن تنفعنا يوم المعاد..

بقلمي …
نور أحمد ال عاطف