ليس هناك كسراً…. إلا والله جابره..

دروس الحياة تمحصها الخبرة وتجليها النظرة الثاقبة حتى تغدو كسيف صقيل يحول دون ارتكاب الأخطاء.. هكذا هي دروس الحياة حين تمنحنا بالجانب الآخر قدراً من أمل وحصة من فأل تنزاح بفعله كل قسوة وتموت بقربه كل مسغبة ومسكنة…

دروس الحياة لا تعطي قلماً وقرطاساً بل تمنح شعاراً جلياً تقول فيه 😦 طوبى للأقوياء)… عندها تخور قوى كل أمة متضاعفة لتنشأ على دثارها أمة ترفع شعار العلم والفهم ،، شعاراً تلوح به لكل ضعيف خائر أن انهض واحمل معول الأمل من جديد وابنِ به مجداً سديداً تكتب به لنفسك بعد الممات عمراً مديداً…

دروس الحياة لا مجال فيها للنقاش مع ذوي الفكر الهدام والضحكة المزيفة التي تتلون بتلون الأجواء فتراها تلك المنافقة حال الحرب والمسالمة حال الخور والضعف …

دروس الحياة هي باختصار قوة دافعة ورأي سديد وصحبة صالحة وقلم وقاد وفكر ثاقب وعين حية تراقب ما يحدث لا لتمتع لحظتها بل لتتقي شر من بسط شره على ظهر البسيطة ،، ليس هذا فحسب بل إن دروس الحياة خير شاهد على جعل هذه الحياة طريق عبور لما بعده عبورا نقياً تزيد معه النفس اشتعالاً للخير وخدمة للأمة …

دروس الحياة … تقلبنا بين الفينة والأخرى لتنضجنا على نار المسؤولية وتحرك فينا جذوة التعامل الصحيح مع بعضنا البعض ،، تعاملا مبنياً على الاحترام لا القوة الفضة ،، تعاملا تلتحم به أكفنا لنشير للعالم بأننا ذوو القوة التي لا يفتتها العدو ولا يقدر على اختراق صفها بمعوله الهدام وفكره المنحرف …

دروس الحياة خير واعظٍ لنا من أحداث مضت ،، فهي تنطق بصمت وتشير بلا حركة لتخبرنا بأن نتوقف عن المضي فيما يهدم شبابنا ويضيع أوقاتنا ويعيق تنشئتنا لأبنائنا حينما نجعلهم لقمة سائغة يتلذذ بها من يصطادون في المياه العكرة ….

دروس الحياة لا تحكي روايات ألف ليلة وليلة بل إنها تكتب قصة واحدة محكمة الأحداث مدروسة الصياغة عنوانها واحد أوحد هو 😦 هذه الحياة فلنكن لها )…

دروس الحياة لا توظف خطيباً مفوهاً يخطف الألباب بنبرته الحادة بل تهيئ فرصاً هادئة نعيد فيها ترتيب أنفسنا ترتيبا تسمو به هممنا وتصلح معه نياتنا…

دروس الحياة .. لا تشرق مع الشمس وتأفل بأفولها بل هي من تنام معنا حين ننام وتصحى معنا حينما نصحو و ترتدي ثيابنا وتستقل مراكبنا وتعانق أرواحنا فلنكن لها كما ينبغي …

دروس الحياة لا تهبنا العواطف الجياشة التي تحول بيننا وبين بلوغ أهدافنا بل هي من تغدق علينا الحب والراحة حينما ترانا ونحن نرفرف بقبعة المجد فوق هاماتنا …

دروس الحياة لا تنظمنا في قافية مهترئة الوزن بل هي قصيدة يرتلها أجيالنا جيلا بعد جيل في حال صالح متمثلاً قول الله تعالى 😦 وكان أبوهما صالحاً )…

دروس الحياة هي آية قرآنية و قصة نبوية نقتبس منها عبراً بل هي أيضا شعراً كشعر حسان لا تهذه الألسنة بل تتهذب معه الألباب وتستقيم..

دروس الحياة لغة صامتة تعلمنا أن نبقى مع الله وإن داهمتنا أحلك الظروف وأن نحفظ الله في ذواتنا سراً ليحفظنا علناًمرددين 😦 ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) جاعلين الله نصب أعيننا في كل ما نهم به مرددين دوما 😦 رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء)….

ومضة…

من مشى بين الناس بجبر الخواطر أذاقه الله لذة جبرها .. ومن عاش مع الله كان الله ولأمنياته فوق ما تمنى وأراد …

بقلمي ….

نور أحمد آل عاطف

2 thoughts on “ليس هناك كسراً…. إلا والله جابره..

Leave a comment